کد مطلب:220035 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:216

آداب الاکل والشرب و متعلقاتهما فی أحادیث أهل البیت
و فیه مقامات:

الأول: یجب الأكل والشرب عند الضرورة الیهما، و ینبغی الاقتصار فی الأكل - سیما لصاحب الأوجاع والتخم والمزاج الضعیف - علی لقمة الصباح والغداء والعشاء، و عدم الأكل بینها، وقد ورد أن لقمة الصباح مسمار البدن،



[ صفحه 632]



وورد استحباب أكل شی ء ولو خبزا و ملحا قبل الخروج من المنزل، فانه أعز للمؤمن و أقضی لحاجته. وورد أن فی الأكل بین الأكلات المزبورة فساد البدن.

و یستحب العشاء ولو بلقمة من خبز، ولو بشریة من ماء، فانه قوة للجسم. و صالح للجماع، و یتأكد الاستحباب فی حق الكهل - و هو من تجاوز الثلاثین - و الشیخ [1] - و هو من تجاوز الأربعین - و ینبغی للرجل اذا أسن أن لا یبیت الا وجوفه ممتلی من الطعام. یعنی امتلاء غیر مكروه...

ویكره ترك العشاء سیما لیلتی السبت و الأحد متوالیتین، فان من تركه فیهما ذهبت منه قوة لا ترجع الیه أربعین یوما.

وورد أن فی ترك العشاء خراب البدن، و انه ینقص قوة لا تعود الیه، و ان طعام اللیل أنفع من طعام النهار، و ان فی الجسد عرقا یقال له: عرق العشاء، فاذا ترك الرجل العشاء لم یزل یدعو علیه ذلك العرق حتی یصبح، یقول: أجاعك الله كما أجعتنی، و أظماك الله كما ظمأتنی.

و یستحب البكور فی الغداء، فانه یطیل العمر، و كون العشاء بعد صلاة العشاء، فانه عشاء النبیین و الأئمة صلوات الله علیهم أجمعین.

و یكره الأكل فی حال الجنابة، لأنه یورث الفقر، و یخاف علیه من البرص. و تخف الكراهة أو ترتفع یغسل الیدین و المضمضة، و أفضل من ذلك الوضوء.

و یستحب غسل الیدین جمیعا قبل أكل الطعام و بعده و ان لم یأكل الا باحداهما، و قد ورد أنهما یذیبان الفقر، و یزیدان فی الرزق، و ان أوله ینفی الفقر، و آخره ینفی الهم. ان من غسل یده قبل الطعام و بعده عاش فی سعة، و عوفی من بلوی جسده. و انه زیادة فی العمر، و اماطة للغمر [2] [خ. ل: عن الثیاب]، و یجلو البصر. و لا فرق بین كون الطعام مایعا كالمرق أو غیر مایع كالخبز و نحوه، و لا بین كونه یباشر بیده أو بآلة كالملعقة. و ینبغی عدم مسح الید من الغسل قبل الطعام



[ صفحه 633]



بالمندیل، والأكل قبل أن تیبس، فانه لا تزال البركة فی الطعام ما دامت النداوة فی الید.

و یستحب أن یبدأ صاحب الطعام فی الضیافة قبل الضیف بغسل الید قبل الطعام، ثم من علی یمینه، ثم یدور علیهم الی الأخیر.

و فی الغسل الأخیر یبدأ بمن علی یسار صاحب المنزل أو یسار باب المجلس، و یكون صاحب الطعام آخر من یغسل.

و یستفاد من بعض المراسیل أن مراعاة الترتیب المذكور انما هو حیث لا یكون فی المجلس امام أو فقیه عدل، والا بدأ بهما، والله العالم. و كذا یستحب أن یبدأ صاحب الطعام بالأكل قبل الجمیع، و یكون هو آخر من یمتنع من الأكل.

و كذا الحال فی رئیس المجلس الذی یحتشمه أهل المجلس. و یستحب أن تجمع غسالة الأیدی فی اناء واحد عند تعدد الغاسلین، لأنه أدعی للمحبة، و یحسن الأخلاق.

و یستحب أن یدعو اذا وضعت المائدة بین یدیه بالمأثور، مثل قول: «اللهم هذا من منك و من فضلك وعطائك، فبارك لنا فیه، و سوغناه، وارزقنا خلفا اذا أكلناه فرب محتاج الیه، رزقت فأحسنت، اللهم اجعلنا من الشاكرین» و قول: «سبحانك اللهم ما أحسن ما تبتلینا، سبحانك اللهم ما أكثر تا تعطینا، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعافینا، اللهم أوسع علینا و علی فقراء المؤمنین والمؤمنات والمسلمین والمسلمات».

و یستحب أن یجلس عند ارادة الأكل جلسة العبد، و یأكل أكل العبید من حیث التواضع.

وورد أن النبی صلی الله علیه و آله وسلم كان یجلس عند الأكل علی نحو جلوس التشهد، وكان یضع ركبته الیمنی علی الیسری، و ظاهر رجله الیمنی علی باطن رجله الیسری.

ویكره الأكل علی السریر، والتریع أیضا. بوضع احدی الرجلین علی فخذ الأخری - و منبطحا علی البطن، و متكئا علی الظهر، أو أحد الشقین كما یصنعه الملوك والمتكبرون، و لا بأس بالاعتماد علی الیسری، بل لا یبعد استحبابه.

ویكره الأكل فی السوق، و أما ماشیا فقد ورد النهی عنه، وورد صدوره



[ صفحه 634]



منهم علیهم السلام، وحیث أن الفعل مجمل، فلعل ما صدر منهم علیهم السلام كان فی مقام الضرورة [3] ، فالأولی تركه عند عدم الضرورة.

و یستحب عند الشروع فی الأكل التسمیة، فان من سمی بعد عنه الشیطان، ولم یسأل عن نعیم ذلك، و من لم یسم أكل الشیطان معه.

وورد أنه اذا وضعت المائدة حفها أربعة آلاف ملك، فاذا قال العبد: بسم الله، قالت الملائكة: بارك الله علیكم فی طعامكم، ثم یقولون للشیطان: أخرج یا فاسق لا سلطان لك علیهم، فاذا فرغوا فقالوا: الحمدلله، قالت الملائكة: قوم أنعم الله علیهم فأدوا شكر ربهم، و اذا لم یسموا قالت الملائكة للشیطان: ادن یا فاسق فكل معهم، فاذا رفعت المائدة ولم یذكروا اسم الله علیها، قالت الملائكة: قوم أنعم الله علیهم فنسوا ربهم.

ویستحب أن یسمی عند أكل كل لون علی انفراده، و علی كل لقمة. وقد ضمن أمیرالمؤمنین علیه السلام لمن سمی عند أكل الطعام أن لا یضره، فقیل له: قد سمیت وضرنی، فقال: لعلك أكلت ألوانا فسمیت علی بعضها دون بعض.

و یستحب اعادة التسمیة عند قطعها بالكلام، ولو قال: بسم الله علی أوله و آخره: قیل: أجزأ. ولو نسی التسمیة فی الابتداء أستحب له ذلك حیثما ذكر، بقول: بسم الله علی أوله و آخره فانه اذا سمی عند التذكر تقیأ الشیطان ما أكل، و أستقل الانسان بالطعام.

و یستحب التحمید بعد التسمیة، فقد ورد أن من قال عند رفع اللقمة: بسم الله و الحمدلله رب العالمین، ثم وضع اللقمة فی فیه، غفر الله له ذنوبه قبل أن تصیر اللقمة الی فیه.

و یستحب عند ارادة الأكل أن یقول: «اللهم انی أسألك خیر الأسماء مل ء الأرض والسماء الرحمن الرحیم الذی لا یضر معه داء».

و اذا خاف من أكل شی ء قال: «بسم الله خیر الأسماء، بسم الله مل ء الأرض والسماء الرحمن الرحیم الذی لا یضر مع اسمه شی ء و لا داء»، و یأكل فانه لا یضر مع هذا الدعاء شی ء.



[ صفحه 635]



ویكره رد السائل بعد حضور الطعام.

و ینبغی عند أكل طعام ذی رائحة اطعام من یشم رائحته.

و یستحب الابتداء عند الأكل بالملح أو الخل، والختم بشی ء منهما أو بهما، أو الابتداء بالملح والختم بالخل. وقد ورد أن من افتتح طعامه بالملح و ختم به عوفی من اثنین وسبعین نوعا من أنواع البلاء، منها الجنون والجذام والبرص و وجع الحلق الأضراس و وجع البطن.

و أن الناس لو علموا ما فی الملح لاختاروه علی التریاق المجرب. و أن من ذر الملح علی أول لقمة فأكلها استقبل الغنی، و أن الله و ملائكته یصلون علی خوان علیه خل و ملح.

وورد أن البدأة بالخل لیشد الذهن، و یزید فی العقل.

وورد أنهم علیهم السلام كانوا یبدأون بالملح و یختمون بالخل.

و یستحب الأكل بالیمین مع الاختیار دون الشمال و دونهما. نعم ورد أن شیئین یؤكلان بالیدین جمیعا: العنب والرمان.

و یستحب تصغیر اللقمة، و اجادة المضغ، و قلة النظر فی وجوه الناس، و خلع النعل عند الأكل، و عدم الأكل الا مع الجوع، بل یكره الأكل علی الشبع و عدم الجوع، لأنه یورث البرص والحماقة والبله. وعن أمیرالمؤمنین علیه السلام أنه قال للحسن علیه السلام: ألا أعلمك أربع خصال تستغنی بها عن الطب؟ قال: بلی، قال: لا تجلس علی الطعام الا و أنت جائع، و لا تقم عن الطعام الا و أنت تشتهیه، وجود المضغ، و اذا نمت فاعرض نفسك علی الخلاء، فاذا استعملت هذا أستغنیت عن الطب.

و یستحب طول الجلوس علی المائدة، فانه لا یحسب من العمر، والحمد والشكر فی الأثناء، و رفع الصوت بذلك، وترك أستعجال الذی یأكل وان كان عبدا، و كذا محادثته المانعة من الأكل لا مطلق الكلام كما یزعم، غایته اقتضاء الكلام تجدید التسمیة كما مر.

ویكره الأكل من رأس الثرید، و یستحب الأكل من جوانبه و مما یلیه لا مما فی قدام غیره.

و یستحب الأكل بثلاث أصابع أقلا، وهی الابهام والسبابة والوسطی،



[ صفحه 636]



و أفضل منه الأكل بالجمیع، بل بالكف. و یكره الأكل بالأصبعین فانه أكل الشیطان.

ویكره رمی الفاكهة قبل استقصاء أكلها، بل یتم أو یطعم الباقی محتاجا. و یكره وضع مندیل علی الركبتین فوق الثوب عند الأكل.

و یستحب مناولة المؤمن القمة والماء والحلواء، وقد كان النبی صلی الله علیه و آله وسلم اذا أكل لقم من بین عینیه، و اذا شرب سقی من عن یمینه. و عن الصادق علیه السلام: ان من لقم مؤمنا لقمة حلاوة صرف الله عنه بها مرارة یوم القیامة.

و یستحب اذا حضر الخبز أن لا ینتظر به غیره، و أكله اذا حضر قبل اللحم والأدام.

ویكره وضع الخبز تحت القصعة وشمه و قطعه بالسكین، بل یستحب كسره بالید. و یكره أیضا قطعه بالسن، وقد عد من مورثات الفقر، وورد فی بعض الأخبار عدم البأس بقطعه بالسكین عند عدم الأدام.

و یكره أكل الطعام الحار جدا، لأنه ممحوق البركة، و للشیطان فیه نصیب، بل یستحب تركه حتی یبرد لكن لا بالمرة، بل یستحب أكله قبل أن تذهب حرارته بالكلیة، و ذكر النار عند احساس حرارته. وقد ورد أن البركة فی السخونة، و أن الطعام السخن أطیب.

ویكره النفخ فی الطعام و الشراب، سیما اذا كان معه من یخاف أن یعافه. وورد عدم البأس بالنفخ علی الطعام لیبرد، و احتمل حمله علی حال الاستعجال والضرورة.

و یكره التملی من المأكل، لأن الله یبغض كثرة الأكل.

وقد ورد أن أقرب ما یكون العبد الی الشیطان حین یملأ بطنه، وما من شی ء أبغض الی الله سبحانه من بطن مملوة، ولیس شی ء أضر علی قلوب المؤمنین من كثرة الأكل، و أنها تذهب بماء الوجه.

وورد الأمر بجعل ثلث البطن للطعام، و ثلث للشراب، و ثلث للنفس، ولو وصل التملی الی حد الافراط حرم. [4] .



[ صفحه 637]



ویكره ارتكاب ما یورث التخمة، فقد ورد أن كل داء من التخمة الا الحمی فانها ترد ورودا.

ویستحب التحمید عند الشبع من الطعام، فان من فعل ذلك لم یسأل عن نعیم ذلك.

وورد أن ما من رجل یجمع عیاله ویضع مائدة، فیسمون فی أول طعامهم و یحمدون فی آخره، فترفع المائدة حتی یغفر لهم.

وورد استحباب أن یقول: «الحمدلله الذی یطعم و لا یطعم». و یستحب اذا رفعت المائدة الدعاء بالمأثور و هو قول: «الحمدلله الذی حملنا فی البر والبحر، و رزقنا من الطیبات، وفضلنا علی كثیر ممن خلق [خلقه] تفضیلا، الحمدلله الذی أطعمنا وسقانا وكفانا و أیدنا و آوانا و أنعم علینا و أفضل، «الحمدلله الذی یطعم ولا یطعم» و قول: «الحمدلله هذا منك و من محمد صلی الله علیه و آله وسلم» و قول: «الحمدلله الذی أشبعنا فی جایعین، و أروانا فی ضامئین، و آوانا فی ضائعین، و حملنا فی راجلین، و آمننا فی خائفین، و أخدمنا فی عانین» و قول: «اللهم لك الحمد بمحمد رسولك صلی الله علیه و آله وسلم [لك الحمد]، اللهم لك الحمد صل علی محمد و علی أهل بیته».

و یستحب الدعاء لصاحب الطعام بعد الفراغ منه.

و یستحب غسل الیدین بعد الطعام، كما مر.

و یستحب مسح الوجه والرأس والحاجبین ببلل هذا الغسل، و قول: «الحمدلله المحسن المجمل المنعم المفضل، اللهم اجعلنی ممن لا یرهق وجهه قتر و [خ.ل: لا] ذلة، اللهم انی أسألك الزینة والمحبة، و أعوذ بك من المقت والبغضة»، فقد ورد أن ذلك یدفع رمد العین.

و أرسل عدل ثقة أمین قدس سره منذ نیف و عشرین سنة روایة باستحباب المضمضة عند الغسل بعد الطعام مرتین، و ابتلاع ماء المضمضة الأولی، فانه لا یمر بدا الا أزالة، و قذف ما المضمضة الثانیة، فانه داء، ولكنی لم أعثر علی هذه الروایة الی الآن، ولیته. قدس سره - كان حیا فاستعلمه محلها (مرآة الكمال لعبدالله المامقانی).

و یستحب مسح الیدین بالمندیل من أثر الغسل الأخیر، لا الغسل قبل الطعام كما مر.



[ صفحه 638]



و یستحب غسل أیدی الصبیان أیضا من الغمر، فان الشیطام یشم الغمر، فیفزع الصبی فی رقاده و یتأذی به الملكان.

و یستحب أن یلعق الانسان بعد الأكل أصابعه فی فیه فیمصها قبل الغسل الأخیر، فانه اذا فعل ذلك قال الله عزوجل: بارك الله فیك. و ان یلطع ظرف الطعام، فان من لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها.

و یكره مسح الید بالمندیل وفیها شی ء من الطعام حتی یمصها، أو یكون الی جانبه صبی فیمصه.

و یكره ایواء مندیل الغمر فی البیت فانه مریض الشیطان.

و یستحب غسل داخل الفم بعد الطعام بالسعد [5] ، فانه یطیب الفم، و یزید فی الجماع، و لا تصیبه علة فی فمه، و غسل خارجة بالأشنان، من دون أن یأكل شیئا منه، فان أكله یبخرالفم، و یورث السل، و یذهب بماء الظهر، و یوهن الركبتین.

و یستحب تخلیل الأسنان بعد الأكل، فانه یطیب الفم، و ینقیه، و یصلح اللثة والنواجذ، و یجلب الزرق. و یكره تركه لتأذی الملاكة من ریح ما بین الأسنان. و یجوز الخلال بكل عود، ویكره بعود الریحان والرمان، فانهما یهیجان عرق الجذام، و بالقصب والآس [6] ، فانهما یحركان عرق الأكلة [7] ، و بالطرفاء [8] فانه یورث الفقر.

و روی ان من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة ستة أیام.

و یستحب أكل ما دار علیه اللسان من بقیة الطعام و أخرجه، ورمی ما أخرجه الخلال و ما كان فی الأضراس، فان ابتلاعه یورث جراعة الأمعاء. و یكره ازدراد [9] ما یتخلل به فان منه یكون الدبیلة. و هی الطاعون - و دمل یكون فی الجوف، و یقتل صاحبه غالبا.



[ صفحه 639]



و یستحب تتبع ما یسقط من الخوان فی المنزل من الطعام و لو مثل السمسم و أكله، فانه شفاء من كل داء، و ینفی الفقر عنه، وعن ولده الی السابع، و یكثر الولد، و أنه مهور حور العین،و أنه أمان من الجنون و الجذام، والبرص، والمرة الصفراء، والحمق، و هذا بخلاف الصحراء، فان المسنون فیها ترك ما یسقط من سفرته للطیر والسبع ولو كان فخذ شاة.

و ینبغی اكرام الطعام ویكره ان یداس بالرجل، بل لعله یحرم اذا كان بقصد الاهانة [10] ، و كذا یكره ان تداس السفرة بالرجل، و یكره الأكل علی الخوان المرتفع من الأرض، لأنه من فعل المتكبرین، و اذا حضر الطعام فی وقت الصلاة، فان لم یؤد الأكل الی فوات وقت الفضیلة أو عروض الكسل المانع من التوجه قدم الأكل، والا قدمت الصلاة.

و یستحب بعد الطعام - سیما الغداء - الاستلقاء و وضع الرجل الیمنی علی الیسری، ویكره عند الجشاء رفع الرأس الی السماء، وكذا عند البزاق. و یستحب تقصیر الجشاء [11] اذا أمكن و [قول]: «الحمدلله» بعده، لأنه نعمة من الله سبحانه.

و یستحب الاجتماع علی أكل الطعام، و أكل الرجل مع عیاله و ممالیكه صغارا و كبارا و خدمه حتی السودان والبواب والسایس والحجام، وكثرة الأیدی علی الطعام، بل یكره عزل مائدة للسودان والخدم.

وقد ورد ان من عزل ملعون، ویستثنی من ذلك ما اذا حضر من یعد ذلك نقصا علی [الرجل] الجلیل [12] ، لأمر الرضا علیه السلام بتفرق هؤلاء عند احساس مجی ء المأمون لعنه الله.



[ صفحه 640]



ویكره أكل الزاد منفردا، و كذا الأكل مع المرأة فی اناء واحد، فانه یورث النسیان.

و ورد النهی عن الأكل مع الأم، مخافة سبق الید الی ما سبقت عینها الیه فیوجب العقوق، وقد علل مولانا السجاد علیه السلام عدم أكله مع أمه أیضا بذلك.

و یستحب أكل سؤر المؤمن وشربه، لأنه شفاء من كل داء. و یكره سؤر مالا یؤكل لحمه اذا كان طاهر العین سیما الفار فان سؤره یورث النسیان.

و یحرم حضور مائدة یشرب علیها الخمر [13] أو غیرها من المسكرات، سواء أكل من محلل تلك المائدة أم لم یأكل، و ان أكل كان عاصیا، ولم یكن ما فی بطنه محرما. ما لم یأكل من المحرم، و ان جیی ء بالمسكر فی أثناء المائدة وجب القیام منها، و أما الحضور علی مائدة یعصی علیها بغیر شرب المسكر فلا یحرم [14] ، الا أن یتوقف النهی عن المنكر. مع اجتماع شرایطه - علی القیام، أو ترك الأكل، فانه یجب لذلك. [15] .

و یحرم الأكل والشرب فی أوانی الذهب والفضة [16] .

ویكره ترك الاناء الذی فیه شی ء من المأكول والمشروب بغیر غطاء، فان الشیطان یبزق فیه و یأخذ منه شیئا، و یستفاد من بعض الأخبار كراهة القیام فی أثناء الطعام قبل الفراغ منه حتی لاحترام المولی.



[ صفحه 641]




[1] الشيخ هو من جاوز سنه أربعين سنة، والشاب من تجاوز البلوغ الي ثلاثين سنة، و ما بينهما كهل، فالشيخ فوق الكحل. (مجمع اللبحرين).

[2] و الغمر - بالتحريك - الدسم و الزهوة من اللحم، و منه الحديث: لا يبيتن أحدكم ويده غمرة. (مجمع البحرين).

[3] أو لبيان أصل الجواز.

[4] وذلك لأن الافراط في التملي وكثرة الأكل يوجب الاضرار بالنفس و هو محرم شرعا.

[5] السعد. بضم السين - طيب معروف بين الناس، و منه الحديث: اتخذوا السعد لأسنانكم فانه يطيب الفم. مجمع البحرين.

[6] الآس: فسره المجلسي (قدس سره) بسعف النخل. [منه (قدس سره)].

[7] الآكلة: تسوس الأسنان.

[8] الطرفاء: عود وحش.

[9] الازدراد: هو الابتلاع.

[10] لا ريب عند المتشرعة عملا ولدي الفقهاء فتوا أن اهانة الخبز محرمة بلا ريب، بل اهانة غير الطعام محرمة ان رجعت الاهانة الي اهانة صانعها، نعم ربما يناقش في مصداق الاهانة، فتدبر.

[11] التجشي: اخراج ريح من الفم مع الصوت عند الشبع.

[12] أقول: اذا كان عزل المائدة ناشئا عن تكبر الشخص و ترفعه علي من حضره فذاك محرم قطعا، واللعن في الحديث محمول عليه. أما اذا لم يكن عن ذلك فلا دليل عليه، بل ربما في بعض الموارد يكون مكروها كما اذا كان عدم عزل المائدة موجبا لتحقير المؤمن، بل ربما يكون حراما، فتفطن.

[13] أقول: اذا كان حضوره علي المائدة التي يشرب عليها الخمر يصدق عليه عرفا امضاء و موافقة أو ترويجا لذلك المحرم كان حضورا محرما قطعا، و ان كان غيابه عن تلك المائدة موجبا للارتداع أو مصداقا لانكار المنكر كانت غيبته واجبا بلا ريب، و ربما يناقش في بعض مصاديق المسألة، فتدبر.

[14] لعدم دليل صالح علي الحرمة بالعنوان الأولي، و عند الشك فالمعول عليه أصالة حلية الجلوس، و عدم وجوب القيام عن المائدة.

[15] و ذلك لدليل وجوب النهي عن المنكر ان اجتمعت شرائطه.

[16] حرمة الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة مما قام الاجماع عليه بين الامامية، بل ادعي اجماع المسلمين عليه، و قد وردت روايات كثيرة في الباب ولا تخلو بعضها من مناقشة، والعمدة في الحكم هو الاجماع المحقق، ولا وجه للمناقشة في دلالة بعض النصوص أو سندها بعد ثبوت الاجماع. نعم الحكم بجواز اقتنائها للزينة و عدم الجواز، فهو مما يقع الكلام فيه، والمشهور بين المتأخرين الجواز، والله الهادي الي الصواب.